بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
والصلاة والسلام على خير مبلغ لكلام ربه البشير النذير الصادق الوعد الأمين وعلى
آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد .
في هذا القسم من مدونتكم الغراء نضع بين أياديكم بعضاً من الكتب التي تهم حياتنا
وتعين القارئ الكريم على مسايرة عصره وفهم ما قد يحيط بنا من ظواهر كونية وحوادث
دنيوية والتعرف على خبرات العلماء وعلوم العظماء عن طريق التعريف بإحدي الكتب التي
تحقق الهدف من هذا القسم . والله نسأل أن يوفقنا ويهدينا والقارئ الكريم سواء
السبيل ونستفتح بالذي هو خير عزيزي القارئ لن نجد بداية خيرا من كتاب الله عز وجل
، فذالكم بعض من أقوال أهل العلم والفضل في كتاب الله وفضل تلاوته والتعبد به ؛
فهيا معاً ننطلق سائلين الله سبحانه أن يبلغنا آمالنا وأن يحقق رجاءنا وأن نقدم
لحضراتكم ما تقر به أعينكم وأن يعم النفع بلادنا ويسعد بالعلم أبناؤنا ونهدى
حضراتكم باكورة أعمالنا برجاء إفادتنا بآرائكم وتصحيح ما نقع فيه من زلل والمساهمة
في إنجاح هذا العمل ...ولا تنسونا من الدعاء.
من أعظم ما يتقرب به العبد تلاوة القرآن
..فلا ريب أنّ تلاوة القرآن من صفات المؤمنين الصادقين، ومن أكثر ما يسهم في
التعرض لرحمات الله ونفحاته، .. فالله تعالى أمر نبيه( صلى الله عليه وسلم ) بتلاوة ما أُنزل إليه
فقال : { ورتّل القرآن ترتيلاً } قال الحسن " اقرأه
قراءةً بينةً\" ..وقال تعالى –مادحاً من قام بهذا العمل- :{ إِنَّ الَّذِينَ
يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ*
لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُور .
وعن أَبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : « مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ
الأُتْرُجَّةِ : رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ
الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ : لاَ رِيحَ لَهَا
وَطَعْمُهَا حُلْوٌ ، وَمَثلُ المُنَافِقِ الَّذِي يقرأ القرآنَ كَمَثلِ
الرَّيحانَةِ : ريحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي
لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ : لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا
مُرٌّ...وللتلاوة ثمار عديدة منها : أن فيها نجاةً من مثل السوء الذي ضربه رسول
الله( صلى الله عليه وسلم):فعن ابن عباسٍ- رضي الله عنهما -، قَالَ : قَالَ رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - : « إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ
مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ » ومن الثمار أن المكثر من تلاوة القرآن يُحسد
غبطة على هذه النعمة :قال صلى الله عليه وسلم : (( لاَ حَسَدَ إِلاَّ في
اثْنَتَيْنِ : رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاء
اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً ، فَهُوَ
يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ )) .وتلاوته سبب للرفعة في
الدنيا والآخرة : قال- صلى الله عليه وسلم- : (( إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا
الكِتَابِ أقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخرِينَ)) وتلاوة
القرآن بركة في الأولى والآخرة :عن أبي ذر- رضي الله عنه- قال:- قلت :- يا رسول
الله أوصني . قال :«عليك بتقوى الله ؛ فإنه رأس الأمرِ كلِّه» . قلت : يا
رسول الله زدني . قال :«عليك بتلاوة القرآن ؛ فإنه نور لك في الأرض ، وذخر لك في
السماء » وقال ابن عباس- رضي الله عنهما- " ضمن الله
لمن اتبع القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقي في الآخرة ثم تلا :{ فمن اتبع
هداي فلا يضل ولا يشقى
...ماذا
تحقق لك تلاوة القرآن ؟ :
قال- صلى
الله عليه وسلم -:-«ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه
فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم
الله فيمن عنده» رواه مسلم . وما أعظم أن يذكرك الله فيمن عنده! ولذا ثبت في الصحيحين أنّ النبي
-صلى الله عليه وسلم- لما قال لأبي بن كعب :«إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ
أَقْرَأَ عَلَيْكَ» . قَالَ أبيٌّ : آللَّهُ سَمَّانِي لَكَ ؟ قَالَ :«اللَّهُ
سَمَّاكَ لِي قَالَ فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْك قَالَ فَجَعَلَ أُبَيٌّ يَبْكِ » . ومن
الثمار أن كل حرف من القرآن يُقرأ بعشر حسنات : قَالَ رسولُ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - : « مَنْ قَرَأ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ ،
وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا ، لاَ أقول : {ألم} حَرفٌ ، وَلكِنْ : ألِفٌ
حَرْفٌ ، وَلاَمٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ» رواه الترمذي .. والتالون
للكتاب أهل الله : قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : -«إِنَّ لِلَّهِ
أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ» . قَالُوا : يَا
رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :«هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ
وَخَاصَّتُهُ».. و بها تُنال شفاعة القرآن :قال صلى الله عليه وسلم : «اقْرَؤُوا
القُرْآنَ ؛ فَإنَّهُ يَأتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ» .. والتلاوة
تورث الدرجات العالية في جنة المأوى :عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ :
« يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ : اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ
تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آية تَقْرَؤُهَا » ومن أبلغ
ما وصف به القرآن ،الحديث الذي روي مرفوعاً ،وروي موقوفاً ـ وهو أصح ـ عند الترمذي
وغيره من حديث علي قال : "كِتَابُ اللَّهِ : فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا
بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ،وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ ،
مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ ، وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي
غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ ، وَهُوَ
الذِّكْرُ الْحَكِيمُ ،وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ ، هُوَ الَّذِي لا
تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ ، وَلا تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ ، وَلا يَشْبَعُ
مِنْهُ الْعُلَمَاءُ ، وَلا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ ، وَلا تَنْقَضِي
عَجَائِبُهُ ، هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى
قَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا
بِهِ ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ
عَدَلَ ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
". قال ابن مسعود ) : ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ،وبنهاره إذا
الناس مفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبورعه إذا الناس يخلطون ، وبصمته إذا
الناس يخوضون ، وبخضوعه إذا الناس يختالون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون(. وقال
أيضا : ( إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين ( . وقال أيضا
: ( لا تهذوا القرآن هذا الشعر ولا تنثروه نثر الدقل أي التمر الرديء وفي رواية
الرمل - قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ،ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ( .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق