إن من أرقى القيم السلوكية في المجتمعات الإنسانية
هي قيم النظام والنظافة وهي كما نعلم سلوك حضاري والإسلام هو القدوة لكل المجتمعات
الإنسانية في تعليم النظافة والمحافظة عليها، قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ
التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ "، وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:" نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود" والنظافة هي ليست نظافة شخصية
فقط ولكن تشمل نظافة الجسم والمدرسة والمنزل , فالبيئة المحيطة بنا خلقها الله نظيفة
طاهرة ومن واجبنا أن نحافظ على نظافتها لنستمتع بها كما خلقها الله. الآثار المترتبة
عن النفايات تشكل النفايات المنزلية خطرا على : أولا الإنسان : تسبب الغازات السامة
الناتجة عن احتراق النفايات خطرا على صحة الإنسان مثل: • أحادي أكسيد الكربون فتواجده
بكمية كبيرة سام بالنسبة للجهاز القلبي والتنفسي وأحيانا مميت ووجوده بكمية ضعيفة:يعرقل
نقل الأكسجين إلى الدماغ والقلب والعضلات.
• اوكسيدات الازوت : :تسبب اضطرابات في الجهاز
التنفسي و أزمات الربو.
• اوكسيدات الكبريت: التي تسبب اضطرابات في الجهاز التنفسي
و القلبي .
• الديوكسين : تؤثر على الجهاز المناعي و العصبي و الهرموني، وتسبب السرطانات
• الألدهيد ::يسبب اضطرابات تنفسية.
ثانيا الاقتصاد : يكلف تدبير النفايات المنزلية
اعتمادات مالية مهمة بالمقابل تحتوي هذه النفايات على عدة مواد يمكن إعادة استعمالها
كمواد أولية.
ثالثا تشويه البيئة الحضرية : تعمل النفايات المنزلية الصلبة مثل مخلفات
الأطعمة وقشور الفاكهة والخضروات على تجميع الحشرات التي تنقل السموم والأمراض إلى
حيث يمتد بها والانتقال إلى الأماكن المزدحمة بالسكان بالإضافة إلى أن هذه النفايات
تلوث الجو بالغازات المنطلقة منها أو الدخان الناتج عن احتراقها فيؤدي إلى تلوث الهواء
مما ينجم عنه تلوث كيميائي يتمثل في انبعاث غازات سامة التي تشكل أمطار حمضية التي
يمكنها أيضا أن تحدث أضرار ببعض أنواع البنايات.
و تكمن خطورة النفايات عند اقترانها
بالمياه التي قد تصل إليها فتعمل على تلوث المياه الجوفية بالإضافة إلى أنها تعتبر
مزرعة لتكاثر الكائنات الحية للأمراض مثل الفئران و الصراصير و الذباب. إذا لم يتم
اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند حرق النفايات فإن ذلك يؤدي إلى تلوث الأرض.
قد يؤدى تراكم القمامة إلى اشتعالها
ذاتياً أو محاولة التخلص منها فيتم حرقها عشوائياً وحرق القمامة ليس عملية نظيفة فهو
يحدث تلوثاً للهواء والمادة ( إذا كان مصدر المياه قريباً أو سطحيـاً ) فتنبعث فى الهواء
غازات النيتروجين وأكاسيد الكبريت وثانى أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون وأحماض الهيدروليك
وفلوريدات وألدهيدات وهيدروكربونات وغازات حمضية والديوكسينات والفيورانات وهى مواد
بالغة السمية قد تسبب السرطان والتشوهات الخلقية بالإضافة إلى أضرار غازات الصوبة على
البيئة وعلى الإنسان والحيوان والنبات .. وتصيب المواطنين بالتسمم والفشل الكلوى وتلف
المخ واختلال الجهاز العصبى المركزى .
وتتراكم فى المقالب المكشوفة أتربة ورماد ناتج
من الحرائق تتكون عليها ملايين الرقائق الصغيرة التى تتطاير بفعل الرياح وتتسبب فى
التهابات العيون وأمراض الحساسية خاصة للجهاز التنفسى .
يؤدى تراكم القمامة إلى
جذب الأطفال خاصة فى المناطق العشوائية إلى اللعب فيها والعبث بمحتوياتها مما يعرضهم
إلى إصابات مباشرة بجروح مما قد تحتويه من مخلفات خطرة كالسرنجات الملوثة أو زجاج مكسور
وانتقال العدوى خلال الجرح ، أو تعرضهم لتلوث أياديهم أو شرابهم أو غذائهم بالقمامة
مما يصيبهم بأمراض تلوث الماء والغذاء التى سبق ذكرها ، كذلك تجذب القمامة الفقراء
ومتعهدى القمامة للنبش فيها دون ارتداء قفازات واقية بحثاً عن الفتات يأكلونه أو شئ
ذى قيمة يبيعونه مما يعرضهم للعدوى ، كما يغرى تراكم القمامة بعض التجار معدومى الضمير
الذين يجمعون السرنجات ولا يعقمونها ثم يبيعونها إلى تجار المخدرات لحقن المدمنين بالماكس
أو يغسلونها دون تعقيم ويعيدون تغليفها ثم يبيعونها إلى بعض المستوصفات أو المستشفيات
مما يسهم فى انتشار الالتهاب الكبدى ومرض الإيدز ( متلازمة نقص المناعة المكتسبة )
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق