الدكتور فخرى سلطان يكتب : كيف نضرب أبنائنا ؟ ( 1)
حينما نتكلم عن ضرب الأبناء نجد الآباء والمربين انقسموا إلى ثلاثة أقسام :-
قسم منهم يقول ضرب الأبناء ضار جدا ويجب أن يتوقف في البيوت والمدارس وهذا هو السبب الذي جعل الحكومة البريطانية تفرض قانون يقضى بالعقوبة على الآباء والأمهات الذين يضربون أولادهم آيا كان نوع وطريقة الضرب الذي يضربونه وهذا اتجاه تبناه علماء التربية هذه الأيام.
وفى نفس الوقت هناك فريق أخر من المربين يقول ابدآ نحن تربينا على الضرب وكما تربينا وكبرنا نربى أولادنا بنفس الأسلوب .
وفريق ثالث يقول نضرب و لانضرب ، نعاقب ولا نعاقب ...كيف ذلك ؟؟
قالوا لو استعملنا الضرب في وقته وطريقته الصحيحة سيكون له تأثير أكثر وهذا جعل القضاء الكندي يخرج بقانون يقول إن من حق الآباء والمربين أن يضربوا الأبناء من سن سنتين إلى أخر سنوات المراهقة ويكون الضرب بطريقة معينة حددها القانون ومن يضرب قبل سن سنتين أو بعد 14 سنة يطبق عليه عقاب صارم .
ومن المعلوم أن 95% ممن يضربون أولادهم لا يضربونهم لأسباب تربوية مقبولة,لكنهم يضربونهم للتنفيس عن غضبهم ،كما أن خبراء التربية يؤكدون أن الطفل الذي يعيش مهددا بالعقاب الجسدي يفقد الثقة بنفسه.
يا ترى ما وجهة نظر الإسلام في ذلك هل هو مع الوسطية والاعتدال أم مع فريق الضرب؟ كيف نضرب أبناءنا من وجهة النظر الإسلامية إذا أردنا أن نربى جيلا جديدا
الإسلام وضع لنا اثنتي عشرة قاعدة لضرب الأبناء يجب أن تطبق سواء في البيت أو المدرسة على افتراض أن الضرب هو أخر الحلول التربوية (أخر العلاج الكي). وأتينا باستدلالات من السنة في الحدود وهى أقصى العقوبات في الإسلام ولابد أن نعرف تماما أن الضرب هدفه التربية والتوجيه وليس الإهانة والانكسار في حد ذاته. واليوم نتحدث عن القاعدة الأولى في كيفية ضرب الأبناء القاعدة الأولى ...(إياك ثم إياك أن تضرب الوجه).
إياك أن تضرب ابنك أو ابنتك على وجهه أثناء الضرب أو حتى ضرب زوجتك على وجهها. الإسلام جعل من يقام عليه الحد لا يضرب على وجهه والمعروف أن الحدود هي أقصى العقوبات في الإسلام. والدليل على ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه ابن حبان وأحمد وأبو داود قال: (إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه).أي إذا ضرب أثناء إقامة الحد . حتى عند إقامة الحد يارسول الله ؟ نعم ..لماذا هذا الكلام لأن الوجه مكان كرامة ورفعة الإنسان,والهدف من العقوبة هي التربية والإصلاح وليس الإهانة.
لو ضربت ابنك على وجهه يظل منكسرا وحزينا لأنه أهين في موضع كرامته.
النبي -صلى الله عليه وسلم -عندما زنت الغامدية أتوا بها حتى يقام عليها الحد وكانت محصنة فيجب أن ترجم حتى الموت فأخذ النبي حصاة في حجم الحمصة وضربها بها وقال (اضربوها واتقوا وجهها).أو كما قال -صلى الله عليه وسلم -.
الإسلام لم يكتف بذلك حتى وجه الحيوانات لا تضربوه أيها الناس والدليل على ذلك ما رواه مسلم وأحمد وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوما ماشيا في الطريق فمر عليه حمار قد كوى في وجهه والدم يسيل من منخاريه فغضب النبي غضبا شديدا وقال من فعل ذلك؟ (ألم أنهكم عن وسم الوجه) أو كما قال -صلى الله عليه وسلم-. لأنه علم الصحابة أن ضرب الوجه لايجوز.
وفى رواية أبو داوود أخطر حيث قال -صلى الله عليه وسلم - (أما بلغكم أنى قد لعنت من وسم البهيمة في وجهها ).
وتخيل لعن من يضرب البهيمة على وجهها فما بالنا في أولادنا وهذا ما جعل الإمام النووي عليه رحمة الله يعلق على نفس الحديث قائلا (من هنا كان ضرب وجه الحيوان المعتبر حراما) أى الحيوان الأليف. فإذا كان ضرب وجه الحيوان حراما فما بالنا بضرب الأولاد أيها الآباء والمربون هذا دين سنحاسب عليه .
إلى اللقاء مع القاعدة الثانية من قواعد الضرب الأسبوع القادم إن شاء الله .
جمع وإعداد د/ فخري سلطان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق