الدكتور محمد أبو سيد أحمد يكتب :
" من أراد عزاً لا يفوت فليركن إلى العزيز الذي لا يموت "
يقول الله تعالى فى سورة فاطر : 10 :- " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا " ، وقال سبحانه فى سورة المنافقون : 8 : " وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ"
لما فتحت الشام ، ودعي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لاستلام مفاتيح بيت المقدس ، فسار مع أصحابه وفيهم أبو عبيدة ابن الجراح ، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له ، فنزل عنها ، وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه ، وأخذ بزمام ناقته ، فخاض بها المخاضة ، فقال أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا ، تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك ، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة ؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ! فقال عمر : «... إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله» . «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده ، فقال سبحانه فى سورة آل عمران : 19" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ " وقال سبحانه فى سورة المائدة : 3 " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً " وبه أرسل رسله أجمعين ، وقال الله فى سورة النحل : 36 " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ " .
فالإسلام عزنا وجاهنا ، وهو عند المسلم أغلى من نفسه وذويه ، يفديه بكل غال ونفيس ، يغار عليه وعلى حرماته إذا انتهكت أشد من غيرته على عرضه ، لأن الإسلام هو الذي علمه الغيرة على العرض ، ومما يحزن له المسلم : أن يرى انتهاك حرمة الإسلام في تصرفات بعض أبنائه ، ومن مظاهر ذلك :-
1 ـ أن ترى عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر في الشدائد منسية غير مذكورة .
2 ـ وأن ترى قانونه وشريعته ـ رغم علوها وتفوقها ـ مبدلة غير مرعية .
3 ـ وأن ترى أخلاقه الكريمة بين أبنائه ـ لا سيما في المعاملات المالية ـ مهجورة ، لا مسموعة ولا مرئية .
وما الإسلام إلا الانقياد الظاهري لما جاء به النبي ــ صلى الله عليه ـ من عند ربه ، وهو عقيدة وشريعة وأخلاق ، لا ينفصل بعضها عن بعض ، كما لا يغني جانب منها عن بقية جوانبها ، وهي أقسام تتكامل ولا تتعارض .
" من أراد عزاً لا يفوت فليركن إلى العزيز الذي لا يموت "
يقول الله تعالى فى سورة فاطر : 10 :- " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا " ، وقال سبحانه فى سورة المنافقون : 8 : " وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ"
لما فتحت الشام ، ودعي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لاستلام مفاتيح بيت المقدس ، فسار مع أصحابه وفيهم أبو عبيدة ابن الجراح ، فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة له ، فنزل عنها ، وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه ، وأخذ بزمام ناقته ، فخاض بها المخاضة ، فقال أبو عبيدة : يا أمير المؤمنين أنت تفعل هذا ، تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك ، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة ؟ ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك ! فقال عمر : «... إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله» . «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده ، فقال سبحانه فى سورة آل عمران : 19" إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ " وقال سبحانه فى سورة المائدة : 3 " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً " وبه أرسل رسله أجمعين ، وقال الله فى سورة النحل : 36 " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ " .
فالإسلام عزنا وجاهنا ، وهو عند المسلم أغلى من نفسه وذويه ، يفديه بكل غال ونفيس ، يغار عليه وعلى حرماته إذا انتهكت أشد من غيرته على عرضه ، لأن الإسلام هو الذي علمه الغيرة على العرض ، ومما يحزن له المسلم : أن يرى انتهاك حرمة الإسلام في تصرفات بعض أبنائه ، ومن مظاهر ذلك :-
1 ـ أن ترى عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر في الشدائد منسية غير مذكورة .
2 ـ وأن ترى قانونه وشريعته ـ رغم علوها وتفوقها ـ مبدلة غير مرعية .
3 ـ وأن ترى أخلاقه الكريمة بين أبنائه ـ لا سيما في المعاملات المالية ـ مهجورة ، لا مسموعة ولا مرئية .
وما الإسلام إلا الانقياد الظاهري لما جاء به النبي ــ صلى الله عليه ـ من عند ربه ، وهو عقيدة وشريعة وأخلاق ، لا ينفصل بعضها عن بعض ، كما لا يغني جانب منها عن بقية جوانبها ، وهي أقسام تتكامل ولا تتعارض .
ومتى حقق المرء من نفسه الانقياد عن قناعة وإيمان كان عبدا لله وحده ، عزيزا بتلك العبودية الخالصة ، وإن أصابه ما أصابه ، فالعبودية لله هي غاية العز والشرف التي يمكن أن يناله مخلوق في الدنيا والآخرة ، وقد مدح الله بها النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ في موطن القرب منه ليلة الإسراء والمعراج فقال ـ عز وجل ـ فى سورة الإسراء : 1 " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "، و بالهداية للإسلام يتوجب على العبد الشكر ، وبالانتساب لرسول الإسلام يحق له الفخر ، فليردد كل مسلم ـ متحدثا بنعمة الله عليه ـ مع الشاعرعياضا القاضي الفقيهَ - أقصد من أهل الشعور - حين قال :-
وَمِمَّـا زَادَنِي شَرَفًا وَتِيهًا وَكِدْتُ بِأَخْمُصِي أَطَأُ الثُّرَيَّا
دُخُولِي تَحْتَ قَوْلِكَ : يَا عِبَادِي وَأَنْ صَيَّرْتَ أَحْمَدَ لِي نَبِيَّا
بقلم الأستاذ الدكتور محمد محمد أبو سيد أحمد .. أستاذ الفقه العام بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق