الدكتور صبحى النفاض يكتب : " إن فيهم لخصالا أربعا "
الحمد لله و أشهد ألا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله ثم أما بعد ( فقد ورد في صحيح مسلم وغيره عن موسى بن علي عن أبيه قال : قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :-
" تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول، قال أقول ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، قال : " لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك "
وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة أولها : إنصاف الشريعة مع المخالف فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يخبر عن كثرة الروم عند قيام الساعة رغم أنه عربي مسلم و هذا عمرو بن العاص- رضي الله عنه - يعدد من خصالهم التي جعلتهم أكثر الناس في هذا الوقت و هذا أمر مقرر في شريعتنا الغراء فلقد قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة عن إبليس صدقك وهو كذوب فالحق مقبولٌ من كل من جاء به و لو كان طفلاً صغيراً أو عدوًا لنا و الباطل مردودٌ على كل من جاء به و لو كان شيخ الإسلام فهذا علي بن المديني وقد سئل عن أبيه فقال : اسألوا غيري ، فقالوا : سألناك ، فأطرق ثم رفع رأسه وقال :
" هذا هو الدين أبي ضعيف يعني حكم روايته للحديث فمن إنصاف الشريعة أيضاً عدم رفع الأقربين أو محاباتهم على حساب الدين"
قال عمرو بن العاص : « لأن فيهم خصالاً أربعاً :-
الأولى ( وهي التي تهمنا من تلك الخصال ) : أنهم أحلم الناس عند فتنة » ؛ يعني : إذا ظهرت تغير الحال , وظهرت الفتن ؛ فإنهم يحلمون , ولا يعجلون , ولا يغضبون ؛ ليقوا أصحابهم النصارى القتل ويقوهم الفتن ؛ لأنهم يعلمون أن الفتنة إذا ظهرت ؛ فإنها ستأتي عليهم ؛ فلأ جل تلك الخصلة فيهم بقوا أكثر الناس إلى قيام الساعة. ولهذا ؛ فإننا نعجب أن لا نأخذ بهذه الخصلة التي حمد بها عمرو بن العاص الروم , وكانت فيهم تلك الخصلة الحميدة ونحن أولى بكل خير عند من هم سوانا .))
ثانيها : الحلم عند الفتنة من أهم ما يخرج منها بأمان ومن المعلوم أن الفتن تصيب بنارها الجميع كما قال تعالى ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً )) ؛ يقول الشيخ عبد العزيز آل شيخ : ((وهذا التنبيه لطيف ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم - بيَّن أنه لا تقوم الساعة حتى يكون الروم أكثر الناس ؛ لماذا ؟!
و الحلم عند الفتنة يجعل الإنسان يقيس الأمور و مألاتها بنظر و تأني و تعقل بعيداً عن زيغ العاطفة و حماس المواقف .
ثالثها : سرعة الإفاقة بعد المصيبة من معالم القوة
رابعها : أن الإحسان للناس في الدنيا من أسباب القوة و التمكين في الأرض
خامسها : قوله - صلى الله عليه و سلم - و أمنعهم من ظلم الملوك و الشاهد منه أن الرعية هي التي تمنع نفسها من ظلم الملوك و هي من تصنع الطواغيت بنفسها .
بقلم الدكتور صبحى النفاض ..
الحمد لله و أشهد ألا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله ثم أما بعد ( فقد ورد في صحيح مسلم وغيره عن موسى بن علي عن أبيه قال : قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :-
" تقوم الساعة والروم أكثر الناس فقال له عمرو أبصر ما تقول، قال أقول ما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ، قال : " لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ، وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك "
وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة أولها : إنصاف الشريعة مع المخالف فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يخبر عن كثرة الروم عند قيام الساعة رغم أنه عربي مسلم و هذا عمرو بن العاص- رضي الله عنه - يعدد من خصالهم التي جعلتهم أكثر الناس في هذا الوقت و هذا أمر مقرر في شريعتنا الغراء فلقد قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة عن إبليس صدقك وهو كذوب فالحق مقبولٌ من كل من جاء به و لو كان طفلاً صغيراً أو عدوًا لنا و الباطل مردودٌ على كل من جاء به و لو كان شيخ الإسلام فهذا علي بن المديني وقد سئل عن أبيه فقال : اسألوا غيري ، فقالوا : سألناك ، فأطرق ثم رفع رأسه وقال :
" هذا هو الدين أبي ضعيف يعني حكم روايته للحديث فمن إنصاف الشريعة أيضاً عدم رفع الأقربين أو محاباتهم على حساب الدين"
قال عمرو بن العاص : « لأن فيهم خصالاً أربعاً :-
الأولى ( وهي التي تهمنا من تلك الخصال ) : أنهم أحلم الناس عند فتنة » ؛ يعني : إذا ظهرت تغير الحال , وظهرت الفتن ؛ فإنهم يحلمون , ولا يعجلون , ولا يغضبون ؛ ليقوا أصحابهم النصارى القتل ويقوهم الفتن ؛ لأنهم يعلمون أن الفتنة إذا ظهرت ؛ فإنها ستأتي عليهم ؛ فلأ جل تلك الخصلة فيهم بقوا أكثر الناس إلى قيام الساعة. ولهذا ؛ فإننا نعجب أن لا نأخذ بهذه الخصلة التي حمد بها عمرو بن العاص الروم , وكانت فيهم تلك الخصلة الحميدة ونحن أولى بكل خير عند من هم سوانا .))
ثانيها : الحلم عند الفتنة من أهم ما يخرج منها بأمان ومن المعلوم أن الفتن تصيب بنارها الجميع كما قال تعالى ((وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً )) ؛ يقول الشيخ عبد العزيز آل شيخ : ((وهذا التنبيه لطيف ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم - بيَّن أنه لا تقوم الساعة حتى يكون الروم أكثر الناس ؛ لماذا ؟!
و الحلم عند الفتنة يجعل الإنسان يقيس الأمور و مألاتها بنظر و تأني و تعقل بعيداً عن زيغ العاطفة و حماس المواقف .
ثالثها : سرعة الإفاقة بعد المصيبة من معالم القوة
رابعها : أن الإحسان للناس في الدنيا من أسباب القوة و التمكين في الأرض
خامسها : قوله - صلى الله عليه و سلم - و أمنعهم من ظلم الملوك و الشاهد منه أن الرعية هي التي تمنع نفسها من ظلم الملوك و هي من تصنع الطواغيت بنفسها .
بقلم الدكتور صبحى النفاض ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق